Bystander Effect

لو شخص تعرض لإعتداء في الشارع وسط ناس كتير .. هل ده معناه أن فيه احتمالية اكبر ان حد يتدخل و يساعده أو ينقذه من الناس اللي موجودة ؟ .. السؤال ده يندرج تحت منه حالات التحرش اللي بيتعرضوا ليه الإناث في مصر على سبيل المثال ..
إجابة السؤال .. لأ .. وخلينا نحكي عن حاجة في ال social psychology اسمها Bystander Effect.
.
سنة 1964 كان فيه واحدة اسمها كيتي جينوفيز وده امريكانية عندها 28 سنة وشغالة في بار..
البنت ده كانت راجعة بيتها الساعة 3 الصبح .. لسوء حظها كان فيه راجل من أصول أفريقية اسمه “موسيلي” وكان بيعاني من حاجة اسمها “نيكروفيليا” وهي الرغبة في جماع الأموات.
موسيلي نزل يدور على ضحية جديدة. وفي إشارة مرور كان فيه عربية جنبه سايقاها كيتي جينوفيز .. مشي وراها لحد ما نزلت من العربية و رايحة على بيتها .. موسيلي انقض عليها و طعنها بسكين .. كيتي بدأت تصوت .. واحد من السكان طلع من شباك وزعق لموسيلي و قاله “سيبها و امشي بعيد” .. موسيلي راح جري على عربيته .. والساكن ده قفل الشباك ولا أكن فيه حاجة حصلت .. كيتي فضلت تتألم و تصرخ للمساعدة بس محدش طلع لها اصلا .. موسيلي رجع لها بعد 10 دقايق و طعنها كذا طعنة كمان واغتصابها .. اتقبض عليه بعد كده واتحكم عليه بالإعدام و خفف إلى سجن مدى الحياة و مات بعد 52 سنة في السجن سنة 2016.
.
فيه التحقيقات تبين ان كان فيه 52 شخص في محيط المكان و شافوها فعلا و هي بتطعن و محدش تدخل ولا انقذها .. ريبورتاج صحفي اتنشر في نيويورك تايمز بالقصة ده .. ساعتها فيه اتنين باحثين اسمهم جون دارلي و بيب لاتين .. الاتنين دول بدأوا يهتموا بالقصة ده وعملوا تجربة لطيفة جدا كذه مرة ..
التجربة انهم يجيبوا مجموعة من الناس و يقعدوهم في اوضة مقفولة .. و يقولوا لهم انهم حيملوا استطلاع رأي عن حاجة مهمة يعني .. ويقفلوا عليهم الباب و في نص الوقت يقوموا – بشكل تدريجي- مطلعين ريحة شياط او حاجة بتولع .. التجربة اتعملت كذا مرة .. مرة يكون واحد لوحده في الأوضة ومرة يكون اتنين ..
وهكذا يفضلوا يزودوا العدد .. لاحظوا أن الناس كل ما تزيد .. كل ما تحركهم تجاه ريحة الحريق ده بتبقى أبطئ .. يعني لو واحد لوحده بيبدأ يحاول يبلغ او يتكلم .. لو اتنين بياخدوا وقت شوية .. لو تلاتة بيبقى وقت أكتر وهكذا ..
.
في الأخر صاغوا لنا Bystander effect وهي أن ميول الإنسان لمساعدة اي ضحية او التحرك تجاه اي حادثة .. بيبقى أبطئ كل ما كان فيه ناس اكتر حولين منه .. حاجة زي ده بتفسر لنا ليه مثلا ممكن واحدة تتعرض للتحرش في مكان عام و محدش من اللي موجودين يتحرك .. وقيس على كده بقا تحركنا تجاه المعتقلين اللي في السجون او اي ظلم بيقع على أي فئة أو شخص ما و الناس متتحركش من مكانها والناس تتعازم على بعضها في مين يدخل يساعد أو ينقذ الضحية.

Bounded Rationality & Decision Making

Early the last century, Three of familiar psychologists called Van Neuman, Morgenstrin, and Leonard Savage have developed the utility theory, which is the model of how human behave to decide between different alternatives. Overall view on the model, The one deals with different alternatives by make a comprehensive study between them to make the decision that maximize the overall profit.

This theory has opened the way to many further work in the “decision making” prospect in psychological research. Despite the fact that the theory is logical enough, it is faced by many practical contradictions. researchers found that normal people don’t behave in such way in making their different decisions.

Later. Sr. Herbert Simon a great psychologist and computer scientist, have resolved this contradiction by developing what is called “bounded rationality” concept. which believe that human brain is too lazy to continue in making this comprehensive study as long as it finds a shortcut to produce some conclusion even if it hasn’t finished surfing the all alternatives yet.

Sr. Simon suggests that human brain has “limited cognitive capacity” which meant that the space that all items are full filling while brain storming is too limited even if the guy is genius. and consequently the ones cannot proceed in thinking in two different issues in the same time.

Human brain is not only lazy, but also it doesn’t proceed to complete the processing on some point. The brain take any available shortcuts to break the processing stage and make conclusion which is extremely wrong in judging on different situations. Three of the those fake shortcuts are the availability heuristic, the representative heuristic, and finally the anchoring heuristic.

The availability heuristic is when brain judge on the frequency of some event to be occurred based on how often he see it. For instance, many of peoples around you have divorced recently. When I ask you about the percentage of divorcing in your country, you will judge that it is extremely high based on your views, not on statistics.

The representative heuristic is when brain judge on two independent events that they are dependent based on some random situations that they happened together. For instance, when you judge on doctors in your country that they are polite based on three times you met three doctors and you found that all of them are polite.

The anchoring heuristic (focalism) is when brain judge on some set of information based on their first sub-set. After receiving the first part of the information, the brain makes conclusion without waiting to the upcoming information and consequently the rest of un-processed information is discarded. For instance, when asking mother about her feelings after 4 years from the death of her son, she will take more dramatically on her feelings and the effect of such an event on her feelings. She might not take into her consideration that her another son might be married and have a baby. She might play with him and forget her missed son for a while ..

في بدايات القرن اللى فات  فيه تلاتة اسمهم جون فان نيومان ، ومورجنسترن ، وليونارد سافاج .. ودول علماء نفس عملوا ما يعرف بأسم “نظرية المنفعة” أو “utility theory” و هي نموذج لكيفية اتخاذ القرارات عند الانسان و كنظرة عامة يعني افترض ان الانسان بيحلل كل نقطة في الموقف اللى عنده حسب شوية حاجات كده زي مهمة له ولا لأ و يدي أولوية لنقط عن نقط و في الاخر ياخد القرار اللي حيكسبه اكتر ..

الأبحاث اللى بعد كده كانت بتضرب في النظرية جامد .. الابحاث اللى كانت بتستكشف أكتر في النظرية كانت بتلاقي تعارض كبير .. ببساطة الناس مش بتاخد القرارات اللى تدي منفعة أكبر !! .. الباحثين بدأوا يشدوا في شعورهم ” ايه البني أدمين ده 😀 😀 ” .. لحد ما وصل واحد اسمه هربرت سيمون و ده واحد من ابرز علماء الـ cognitive psychology في التاريخ البشري .. المهم وصف لنا حاجة اسمها “bounded rationality” وهي ان العقل وهو بيفكر عشان يختار بيبقى كسول جدا و بيشبط في أي حاجة ترضيه عشان يعتبرها استنتاج و يطلع بيها من التفكير ده.

الراجل ده بيقول ان العقل البشري محدود جدا مهما تخيل انه خارق .. يعني مهما كنت عبقري انت متعرفش تفكر في حيز كبير من الافكار مع بعض في أن واحد .. ببساطة الانسان عنده “limited cognitive capacity” و هي ان المساحة الدماغية اللى بتدور فيها افكارك وقت ما بتفكر بتبقى محدودة جدا ولا تعتمد على درجة ذكاءك.

وعشان العقل كسول كمان مش بس ممكن يعتمد على حاجة ترضيه بشكل مباشر ، لأ ده ممكن كمان يعتمد على طرق مختصرة يستنتج بيها بسرعة و يريح نفسه 😀 و طبعا الطرق ده احيانا بتبقى مش صح .. وهنا عم سيمون قال على 3 اختصارات شهيرة جدا وهما availability heuristic, representative heuristic, anchor heuristic.

Availability Heuristic أو ما يعرف بأسم قانون التواجد و هو أن الواحد يحكم على نسبة حدوث أي حاجة بأد ايه هو بيشوفها أو بيدركها .. مثال مثلا أنت لقيت ان فيه ناس كتير من معارفك او اصحابك مايعرفوش بعض و كل يوم تسمع عن واحد فيهم انفصل عن مراته مثلا … لو سألوك عن نسبة الطلاق في مصر حتفتي و تقول انها كبيرة 😀 .. مش بس كده يا مؤمن 😀 انت كمان ممكن تستشهد بمعارفك دول مع انهم لا يخضعوا تحت اي مسمى ان يكون فئة اختبار نبني عليها اي تصور او تعميم.

Representative Heuristic و هي أن الواحد يحكم على اي حاجتين ملهمش علاقة ببعض ، على انهم لهم علاقة وثيقة ببعض ، لمجرد انهم حصلوا مع بعض مرة او اتنين 😀 ، مثال مثلا أنت تربط ان اي واحد دكتور بشري يكون انسان مهذب لمجرد انك كل دكتور قابلته قبل كده كان مهذب مع انك مش من المعتاد انك بتروح عيادات او تجمعات دكاترة.

Anchor Heuristic و هي أن الواحد ياخد أول جزء من المعلومات عن اي حاجة عشان يبني عليها حكم او استنتاج و يرمي باقي الأجزاء من الكلام .. مثال يعني لما يسألوا أم يعني ” لو ابنك مات ، حيكون حالتك ايه بعد 4 سنين؟” .. ردها حيكون درامي و عاطفي جدا و عقلها حيتخيلها بعد كام سنة في البيت بتفتكر في ابنها و بيوحشها ،، مش حتحط في اعتبارها ان ابنها التاني ممكن يكون اتجوز و خلف و هي فرحانة بحفيدها و بتلاعبه على طول و ده ممكن يخليها تسهى عن ابنها اللي مات من 4 سنين شوية.

المصادر :

http://changingminds.org/explanations/theories/representativeness_heuristic.htm

https://www.alleydog.com/glossary/definition.php?term=Anchoring%20Heuristic

http://changingminds.org/explanations/theories/focalism.htm

https://www.alleydog.com/glossary/definition.php…

Serotonin

هل الجواز بيسبب السكينة أو بمعنى أصح هل الإرتباط العاطفي بيخلي الإنسان يشعر بالإطمئنان أو بيقلل من الجذع .. ايه مدى تطابق أو دقة التعبير القرأني “لتسكنوا إليها” ؟ .. حنتكلم على القصة ده في الكام سطر الى جايين .. أنا في العادة بعد ما بقرى أي حاجة نظرية ببدأ أسأل ناس في الواقع و اجمع إجاباتهم .. سألت كذا حد من الجنسين سواء خاطب أو متجوز أو  مرتبط بشكل عام و كان السؤال ” ايه التأثير اللى حصلك نفسيا أو لاحظته عليك بعد ما خطبت أو حبيت؟” .. كانت إجابات الذكور بتبقى شبه “بتبقى أهدى” و “إحساسك بأي مشكلة بيبقى أقل .. بتهدى كده” ، إجابات الإناث كانت بتبقى “مش أي مشكلة تأثر فيك” و “بتبقى أهدى بكتير و مش بتقلق بسهولة” .. كانت الناس بتحاول تفكر في إجابة للسؤال ده و تبص لفوق كده شوية و هي بتجاوب .. أنا كنت بقاطعهم بسؤال تاني ” هل نقدر نقول أن السكينة بقت أكتر” .. كل اللي سألته تقريبا رد ب” أه جدا .. التعبير ده أنسب حاجة تعبر عن التأثير فعلا” … طيب عشان نفهم ايه ده و حنروح شويتين للـ Cognitive Psychology .. كنا اتكلمنا قبل كده عن الـ reward system و أنه بيفرز 4 هرمونات مهمة Dopamine, Serotonin, Endorphin, Oxitocin .. أتكلمنا قبل كده عن الدوباميين (عقار الحماس).. خلينا النهاردة نتكلم شوية عن الهرمون التاني و هو الserotonin.

طيب عشان نفهم اللى بيحصل فعليا في جهاز العصبي ، خلينا نتكلم عن حالة معروفة جدا أسمها Anhedonia وده حالة بيتحط فيها الإنسان بتسبب أكتئاب حاد و عدم القدرة على الشعور بالسعادة حتى لو بتعمل الحاجة اللى بتحبها و كانت ممتعة بالنسبة لك قبل كده .. الـ Anhedonia عبارة عن الأتي .. المخ فيه جزئين مهمين .. جزء على المحيط الخارجي و اسمه PreFrontal Cortex PFC و جزء تاني جوا المخ بيطلق عليه NA وهو اللى مسئول عن الـ reward system .. اللي بيحصل كالأتي : مع التفكير الكتير أو انه يكون فيه فوبيا معينة ما أو قلق ما من أي حاجة ،، الPFC بتبعت نبضات للـ reward system عشان يفرز الهرمونات بتاعته عشان تعادل التأثير الناتج من التفكير و تعملك mood stabilization من جديد ..  كمية النبضات اللى بتبعتها ال PFC بيعبر عن الكمية المطلوبة من الهرمونات اللى مطلوب من الreward system يفرزها .. المشكلة الحقيقية أن إفرازات الreward system بتبقى نتيجة أفعال معينة بيعملها الإنسان .. مثلا لما بتنام كويس حبة dopamine بيتفرزوا ، لما بتلعب رياضة حبة endorphin بيتفرزوا و هكذا .. حضرتك مع التفكير الكتير بيبقى الطلب على الهرمونات عالي جدا و ميكفيش المتوفر نتيجة الأنشطة العادية اللى بتقوم بيها في حياتك. فمهما كنت بتعمل حاجات كانت بتفرحك ، لسة نسبة الهرمونات مش مكملة الطلب كله .. ساعتها بتدخل في حالة الـ Anhedonia . طيب ايه الحل للتخلص من الحالة ده؟ الحل بشكل مباشر هو عمل اي انشطة تزود من إفرازات الهرمونات في جهازك العصبي.

سنة 2009 فيه بحث اتنشر في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences  بيتناول شوية تجارب قام بيها دكتور Aaron Heller و هو أستاذ الصحة النفسية في جامعة Wisconsin ، الدكتور ده عمل شوية تجارب مع الطلبة بتوعه و التجارب كانت عبارة عن انه بيدرس نشاط المخ الإنسان فيه لحظات معينة .. فيه جهاز اسمه FMRI و ده بيُستعمل بكثرة فيه تجارب الـ cognitive psychology ، الجهاز ده بيطلع نتايج عن أنشطة المخ. بيجيبوا نوعين من الناس ، ناس مُحبطة و ناس عادية و لمدة 37 دقيقة متواصلة بيحطوهم على الجهاز و يفرجوهم على 3 أنواع مختلفة من الصور ، ال3 أنواع هما صور مُبهجة و صور كئيبة و صورة عادية. اللي لاحظوه أن بصرف النظر عن حالة الناس قبل ما يشوفوا الصور ، المخ كان بيحاول يبذل مجهود عشان يحسن المزاج و الـ reward system كان شغال لكن الناس اللى كانوا مُحبطين مكنش جزء الـ NA بيخمد او يهدا عندهم خالص. خليني أقولك أن ده مش حاجة كويسة و مش معناها أنه طول الوقت ده بيفرز في هرمونات و الدنيا كويسة .. الشئ أو السيناريو المطلوب ان الـ NA تنشط لفترة صغيرة تفرز كمية مناسبة و تهمد بعد كده فعدم التوقف ده معناها انه مش عارف ينتج الكمية المطلوبة

طب نرجع لنقطة تأثير الإرتباط العاطفي على الجذع. اللى بيحصل أن الإنسان لما بيتفاعل تفاعل غير جنسي مع الشخص اللي بيحبوا .. بيكلموا بعض ، بيحبوا بعض . الserotonin و الdopamine بيتفرزوا بغزارة شديدة جدا و بالتالي دايما فيه مخزون من الهرمونات لأي نبضات حيبعتها الـ PFC لما يكون فيه احتياج لمعادلة تأثير أي ضغط عصبي أو توتر على الإنسان. و ده ممكن يبرر لناس كتير ليه الناس بتهرع في وقت الجذع للناس اللي بيحبوها يكلموهم عشان يهدوا. ده كمان ممكن يبرر لك ليه ناس كتير بتيجي عليها فترة و تروح تاخد قرار الجواز و تختار أي حد ينفع وخلاص.

فيه دراسة عملتها دكتورة Hristina Jovanovic و هي بتحضر الدكتوراه في معهد Karolinska في السويد كانت بتقارن بين مراكز إنتاج الserotonin في الذكور و الإناث ، الدراسة بتقول أن مراكز إنتاج الserotonin في الجهاز العصبي للبنت أقل من الرجل و ده بيخلي البنت بتحتاج للتعرض للمؤثرات اللى بتسبب إفراز السيروتونين أكتر بمعنى أصح بتحتاج للإتصال العاطفي و الشعوري بشكل أطول من الرجل ، ده ممكن يفهم الواحد حاجات زي ليه الإهتمام مبيطلبش مثلا ؟ و ليه هدايا كتير ولو كانت رخيصة أفضل من هدية غالية بس على فترات طويلة. ممكن برده يبرر ليه الراجل بيتشبع شعوريا بشكل أسرع من الست و بيحتاج يفضل يقول كلام حلو كتير هو مش حاسه عشان يبسط مراته ، المهم اخر البحث ده ، هريستينا بتقول ” أحنا منعرفش انخفاض عدد منتجات الهرمون في البنت عن الولد ده سببه ايه أو حيأثر على ايه تحديدا ، بس هو حتما حيعمل فرق كبير في الإستجابة و التعامل مع المشاكل أو مسببات الإحباط المختلفة”.

طب هل أحنا كبشر نقدر نتغلب عن الإحتياج للعاطفة أو بالأخص للحاجات اللى بتخلي الserotonin يتفرز ؟ هل الست في إمكانياتها التغلب على الإحتياج الزائد للمشاعر في حياتها ؟ الإجابة ممكن تكون ايوة . بس حيكون مكلف جدا ، الإنسان حيكون مُطالب لنفسه أنه يعتمد على الـ Dopamine و الـ Endorphin بشكل أساسي على تحسين مزاجه ، و ده بيجي يا إما بلعب الرياضات الحركية أو بأنك ترصد أهداف مُرضية في حياتك ترضيك تتحرك عليها بشكل مستمر. الأهداف ده بتتعلق بالأساس بخاصية مهمة في الإنسان و هي “High need for uniqueness” و ده صفة مشتركة في أغلب البشر بتخليهم يحبوا الحاجات اللى بيعرفوا يعملوها و بيخلي عندهم ميول كبيرة لإثبات شخصياتهم. بس ده حيتطلب من الشخص الأول انه يكون عارف قدراته و ميوله. التربية العقيمة اللى الأهالي بتربيها لأولادها و بالذات البنات اللى يا بتتساب مع عرايسها و برامج التوك شو و أخبار الممثلين لحد ما تكبر يا إما لما يفكروا يهتموا بيها يدخلوها المطبخ !. ده مايطلعش جيل يقوم بلد أساسا أو مجتمع. من وجهة نظري دايما بجيب اللوم على الذكور لأن إفراد القوامة لأي إنسان عن أي رعية من شانه أنه يحمله المسؤلية كاملة عن فين حترسى السفينة في الأخر. أحنا كرجالة مسئولين بشكل كبير جدا عن رعيتنا لأننا تولينا القوامة و حنتحاسب في الأخر على ده. الرسول صلى الله عليه و سلم بيقول “كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته” ، فمش بديهي من وجهة نظري أننا منحاسبش الذكور عن ما وصل إليه الرجالة و الستات مع بعض حتى و أننا برده علينا نسأل جيل الأمهات اللى موجود حاليا عن اللى عملوه بإيديهم في تربية أولادهم و بناتهم و عن ما تلاقي أم بتلبس بنتها ضيق عشان تجيب عريس أو بتمشي معاها في مشوار قلع الحجاب أو بتوافقها تصاحب و ترتبط من برا البيت و تعرضها لكارثة زي “أعراض الإنسحاب” اللى بتيجي للشخص من انقضاء علاقة عاطفية و ده مش في صلب ديننا كمسلمين !! خلينا نتفق أن الواحد لما بيشوف بنات على شاكلة أروى الطويل أو نهى خالد مثلا بيقول تسلم الإيد اللى تعبت و سهرت و جابت لنا المنتج ده في الأخر بس في نفس الوقت لازم نعترف أن فيه مشكلة كبيرة جدا و أن الغالبية العظمى من الجنسين انحطت جدا !

اعراض الإنسحاب

Dopamine & Pleasure Centers

فيه فترة العشرينات أغلبنا الشباب بيبدأوا يحسوا بالتوهان و اللى هو أحنا فين و جايين ليه .. اللي مش لاقي شغل بيدور على شغل و اللى معاه شغل مش عاجبه و مش راضي بيه  .. وده طبيعي لان المجتمع متعودش يربي الناس من صغرهم على التخيير و اختيار طرقهم .. و بقينا نطلع من مدرسة ابتدائي على مدرسة اعدادي على الثانوي على الجامعة و حتى الجامعة بقت اختيارات ثابته بسبب ميول النخبة لكليات اصطلح عليها القمة فبقى اختيار الجامعة مش اختيار حياة بل اختبار شجاعة و مين حيصد للأخر في الثانوية و استخسار مجموع فالطبيعي أن الواحد بعد ما يتخرج ويتحط في موقف اختيارات الدنيا بيبقى تايه و مش عارف ايه ده .. لأنه متعودش يكون على مستوى النضج للاختيارات اللي زي ده …  الناس تبدأ تحس بالقلق و الأسئلة الوجودية و احنا جايين ليه و الوضع اللى احنا فيه ده مرضي ولا لأ ..  خصوصا بعد فترة كبيرة من الدراسة في الجامعة و الأمل بمستقبل معين و الواقع اللى بيكون مغاير و بيبدأ الواحد ينضج ذهنيا ويكون أكثر واقعيا و يكتشف أن الحياة اللى كان بيتمناها لنفسه مش واقعية فمش حتتحقق..  يبدأ يقارن بين مشاهير زي لعيب الكورة اللى تعليمه متوسط و يقول ده عايش و مبسوط أهو و متعلمش و أنا اللي كملت أهو بجري على مكان و ان لحقت على ملاليم .. و من بعدها يبدأ النوم يبقى صعب و التفكير الكتير .. النوم المضطرب وقلة الشغل و مفيش توظيف واكتئاب أو وظايف غير مرضية وهكذا .. أسئلة وجودية عن المفروض نعمل ايه .. هو المفروض ننبسط ازاي أو نعيش حياتنا ازاي .. اللى فات ده بيندرج تحت مسمى أزمة ربع العمر أو الـ quarter life crisis.

و لأن ” وما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا” فموضوع الكتابة هنا مش حيكون عن اجابة أي من الأسئلة اللي فوق أو وصفة ما تفك حيرتك ، بل حيكون عن ازاي تخرج نفسك من الحالة النفسية السيئة لو دخلت في المتاهة ده لأن حالتك النفسية حتبقى مش حتبقى تمام وده حيأثر على قدرتك على تدارك الوضع و التحرك لحل ما سواء بالتخطيط أو غيره . المفروض في نهاية ما تقرا الكلام ده تكون متيقن أنك لازم تاخد أكشن أو مبادرة عشان تخرج نفسك من الحالة ده فيكون فيه أمل انك تعدل من الواقع اللى انت فيه و تنفذ الحاجة اللى بتحلم بيها أو نفسك تكون عليها ومتتوقعش أن الدنيا تتغير من حوليك فجأة فتنبسط .

حنحتاج ندخل شوية في الـ social cognitive psychology و ده فرع في علم النفس بيدرس تأثير الحالة النفسية عامة و المؤثرات المختلفة عن وظايف الجسم و التأثير الفيسيولوجي .. الجهاز العصبي فيه حاجة اسمها reward system .. السيستم ده بيتكون من عدة تركيبات عصبية أخرى

  • Incentive Salience : وهو الجزء المسئول عن الإحساس بالرغبة أو الشهية و ما شابه يعين.
  • Pleasure Center : وهو الجزء المسئول عن إفراز الهرمونات اللى بتحسسك بالإنبساط و بتعدلك مزاجك و تخليك مبتهج Mood Stabilizer .. و حنكلم على الجزء ده بإستفاضة تحت.

نيجي بقا للـ pleasure Center .. الجزء ده مهمته انه ينتج أربع هرمونات هامة جدا .. وهي الـدوباميين Dopamine و السيروتونين seretonin و الأوكسيتوسين Oxytocin و الإيندورفين Endorphin .. الهرمونات الأربعة مهمتها انها تظبط مزاجك .. المهمة ده بيحقهها الأربع هرمونات دول مع بعض و ملهمش نسبة معينة أو تناسب منهم .. يعني العبرة بنسبة معينة للأربع هرمونات مجموعة مع بعض في دمك و إنخفاض نسبة المجموع ده في الدم بيسبب الإحساس بقلة النشاط و مافيش نفسية تعمل اي حاجة أو طاقة تشتغل في اي تاسك ما يعني.

  • الدوباميين : بيتولد لما تنجز مهما معينة أو تنجح في حاجة بتعملها.
  • السيروتونين : بيتولد و أنت بتتفاعل مع شخص بتحبه عاطفيا فقط مش جنسيا يعني لو بتحب حد و بتتكلم معاه.
  • الاندورفين : بيتولد نتيجة الإحساس بالألم الجسدي (حد ضربك يعني) عشان يعادل تأثير الضرب و يخفف الألم وبيتولد بعد تمارين الأيروبيكس و الباركور وبيتولد كمان نتيجة تعاطي أي نوع من العقاقير المخدرة.
  • الأوكسيتوسين : بيتولد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.

طيب .. بالنسبة للاوكسيتوسين أو السيروتنين فدول مش بإيدنا نزودهم .. فالتركيز كله ممكن يكون على الدوباميين و الاندورفين.

الدوباميين Dopamine :

المتخصصين بيطلقوا عليه “عقار الحماس motivation molecule” وهو الهرمون المسئول على انه يحسسك بالحماس و بيلعب دور حيوي في وظائف المخ بما فيهم الحالة النفسية و النوم و القدرة على التعلم و انضباط النفس و السلوك. واللي في الأغلب حتكون حالتك النفسية بتسوء بسبب أنهيار مستوى الدوباميين في جسمك ..  الأبحاث الطبية موصلتش حتى وقتنا هذا لصورة كاملة عن تأثير الدوباميين على الجهاز العصبي لكن المجتمع العلمي متأكد من علاقته الوطيدة بالـreward system والحالة المزاجية للإنسان.

دكتور ستيفن فليمنج أستاذ الـ neuroscience في معهد دراسات الأعصاب في لندنUCL Institute of Neurology بيقول أن الpleasure center بتفرز الدوباميين لما حاجة مبهجة و غير متوقعة بتحصل للإنسان،أو بعد ما تنجز حاجة معينة أو أن احتياجاتك بتلبيها يعني و أن مش ناقصك حاجة ، الهرمون ده بيخلينا نحس بالحماس و نشتغل بطاقة عالية عشان نتكافئ. فيه واحد اسمه جون سالمون  وهو بروفيسور علم نفس كان عمل دراسات كتير على فران و لقى أن الفران اللى عندها مستوى الدوباميين منخفض معندهاش حماس أنها توصل للأكل اللي بيتحطلها في مكان أعلى من مستواها .. في حين أن الفران اللى عندها مستوى الدوباميين عالي كانت بتفضل تحاول بشكل مكثف.

طب نعرف منين أن عندنا انخفاض حاد في الدوباميين؟ حتحس أن الأعراض ده عندك .. الإحساس بالإحباط والتعب و التشائم و الهمدان و قلة القدرة على التركيز ،  والأرق ، وعدم القدرة على الإحساس بالسعادة مهما اتحطيت في اي ظرف لازم تفرح فيه ، وتقلبات مزاجية حادة ، النسيان الكتير و السهو ، و صعوبة التواصل مع الأخرين ، الرغبة الشديدة في السكريات و الكافيين  ، و في حالة التطور الشديد للإكتئاب بيحصل انخفاض حاد في السروتونين كمان وبتكون أكثر عُرضى لتعاطي المخدرات عشان الاندروفين حيعلي نسبة الهرمونات مجتمعة و مزاجك يتحسن .. عشان كده تعاطي المخدرات فبيحسس المتعاطي بالإنبساط اللحظي و ده اللى بيخليه يروح لها بعد كده قبل الإدمان.

فيه هيئة “The Society for Neuroscience” كانت ناشرة أبحاث تتعلق بكيفية زيادة الدوباميين و ايه الانشطة المرتبطة بده .. و من ضمن الحاجات اللي أوصت بيها

  1.  إكتشاف حاجات جديدة و تجارب حاجات معملتهاش قبل كده ..
  2. تقسيم المهمات الكبيرة في حياتك لمهمات صغيرة لأن الدوباميين بيتفرز بغزارة بعد تنفيذ مهمة أو إنجاز شئ فمتحطش هدف كبير بل قسمه على أهداف أصغر.
  3. النوم بمعدلات متصلة و كافية (6-8 ساعات) و في مواعيد منتظمة و تلافي النوم في نص اليوم.
  4. تسمع موسيقى بتحبها.
  5. الإعتماد على الأكل اللي بيزود التروسين اللى الreward system بيحوله لدوبامين و التروسين متوفر بقوة في الألياف.
  6. الحد من “Lipopolysaccharides” و من غير ما تفكر تقراها .. ده مركب كيميائي بيتكون في الدم و بيجي من الزيادة في السكريات و النوم المضطرب اللى مش صحي و المتقطع.
  7. الرياضة و التدرب المستمر في الرياضات الحركية زي الكورة أو الجري أو الفيتنس زي الباركور و غيره .. عشان ده بيرفع مستوى الاندروفين بشكل مؤقت فحيرفع من معنوياتك شويتين تعرف تكمل.
  8. وأنت بتقسم أهدافك .. زي النقطة (2) حاول تعمل شيت على اكسيل مثلا أو على ورقة و قلم تعلم فيه كل ما تخلص عشان ده حيحمسك أكتر.
  9. العقاقير الطبية و غير مُوصى بها على الإطلاق عشان ليها اعراض جانبية.

المصادر

سلامة الوصول

طب خلينا ناخد حادثة صيدلة ده بنظرة مختلفة حبتين يمكن نطلع باستفادة ما من القصة ده .. بلا شك الحادثة أوجعتنا جدا .. بس خلينا دلوقتي نحط كذا صورة كده جنب بعضها و نبعد شوية نشوف الشكل من بعيد يمكن نستنتج حاجة ..

الصورة الأولى : قصة الحادثة بالمختصر .. شباب كلية الصيدلة بعد ما خلصوا امتحانتهم حبوا يطلعوا كام يوم برا .. شركة سياحة عاملة رحلة . حجزوا مع بعض .. الأوتوبيس بعد كذا استراحة و الناس تنزل تعمل check in على الفيسبوك .. بيكمل طريقه على طريق خطر الدركسيون بيفصل عن العجلات .. الفرامل بتتحرق .. الأوتوبيس بيتقلب و أربعة بيموتوا وقتها .. و 16 واحد حالتهم حرجة جدا بيموتوا في المستشفيات و الباقي إصابات خطيرة ..

الحاجة اللى عاوزين نبينها هي شوية قصص للمتوفين .. واحدة كانت كاتبة جمعة مباركةو شوية قلوب كده جنب بعض في احد الاستراحات قبل ما ينقلب الأوتوبيس و تتوفى على طول ! .. قصة تانية 4 أخوات والدهم توفى من فترة قصيرة و أمهم قالتهم يسافروا يروحوا عن نفسهم شوية .. 3 يرجعولها في كفنهم و واحد بين الحياة و الموت في المستشفى و من عملية للتانية.. القصة التالتة .. بوست يتكتب على الفيسبوك لواحد بيحكي حكاية الأم ده و يقول كلمني بقا عن الحاجات اللى مضايقاك في دنيتك جنب الست ده؟؟

….

الصورة الثانية : قصة واحد في مقتبل العشرينيات .. بيدرس في جامعة بيروت .. في 15 ديسمبر 2015 يبدأ يحس بشوية تعب غير معتاد .. يروح للدكتور .. يعمل تحاليل و يطلبوا منه يستنى يوم في المستشفى عشان يعملوا شوية فحوصات زيادة .. تاني يوم 9 الصبح يبلغوه أنه حيبدأ رحلة العلاج من اللوكيميا !! .. سنة كاملة بيعافر و بعد سنة في ديسمبر اللى فات يكتب أنه حيقاتل لحد ما يموت المرض .. بعد أقل من شهر ربنا يتوفاه ..

الصورة الثالثة : الحديث ده وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النادم ينتظر من الله الرحمة والمعجب ينتظر المقت واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله وإنما الأعمال بخواتيمها والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة ولا يغترن أحدكم بحلم الله عز وجل فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } .. الحديث ده يُوصف في بعض المصادر على أنه حديث ضعيف .. الحديث الضعيف مش مكذوب .. لكن بيبقى فيه بعض التشكك في السند بتاعه .. و تقدر ترجع لأسس تصنيف الأحاديث في علم الجرح و التعديلعشان تفهم درجات الروايات في السيرة الإمام محمد الغزالي كان استشهد بيه في كتاب جدد حياتكفبيحمل بالنسبة لي بعض المصداقية يعني

….

حاول تبص على الصورة الأولى (موت مفاجئ) و الصورة الثانية (موت مبكر) و الصورة الثالثة و بالذات السؤال اللى طرحوه أخينا بتاع البوست ده .. اعتقد كل واحد حيوصله رسايل مختلفة من الصور الثلاثة و أنا ححاول انقل اللى وصلني بشكل مقتضب ..

صراحة من فترة طويلة و بقا حالة القلق و الذعر من اللى جاي هي اللي بتتسيدنا على طول.. و ها حنعمل ايه ؟؟؟ و انا كده ماشي صح ولا غلط ؟؟ بعد الصور الثلاثة بدأ يوصلني مبدأ مهم جدا و هو سلامة الوصول” .. الموت لابد منه و هو مرحلة في روحنا حنوصلها يعني حنوصلها بس الفكرة حنوصلها امتى و ازاي ؟؟ و هل حنكون مستعدين فعلا .. ولأن الموت تحت سيطرة ربنا وحده و أحنا منعرفش حنموت امتى .. يبقى تقتضي الحكمة أننا نكون مستعدين دايما للرحيل .. في لحظة ما ربنا حيأذن لنا بالرحيل .. أو النزول من الرحلة الدنيوية اللى عليها ..

الإمام علي بن ابي طالب كان بيقول الدنيا دار ممر لا دار مقر ,والناس فيها رجلان :رجل باع فيها نفسه فأوبقها,ورجل ابتاع نفسه فأعتقها” .. هي أشبه بقطر و عند محطة معينة حيطلب منك أنك تنزل .. ماينفعش شنطك تبقى مفتوحة .. ما ينفعش تقول مش جاهز و تاخد وقت زيادة .. حتسيب اللى مفتوح و تخرج من القطر ..

النبي صلى الله عليه و سلم بيوصف ببراعة حالة الإنسان و هو أهوج في الحديث اللى مرسوم للإيضاح في الصورة تحت .. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

(( خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ، وَقَالَ: هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا ))

حط نفسك مكان الناس اللي في الصورة الأولى أو الشاب اللي في الصورة الثانية .. لو عندك امتحانات و انت عارف أجلك انه حينتهي في الرحلة اللى حتطلعها في الاجازة كان عمرك ما حتذاكر و حتى لو طالع الرحلة بنفس راضية كان عمرك ما حتعمل check in في الإستراحة اللى قبليها على طول !

بيتهيألي أنك تبقى عامل اللى عليك و بتطلب رضا ربنا كاف بالنسبة لأي واحد أنه لا يكتئب و لا يشيل هم حاجة .. “سلامة الوصولأولا و الباقي شكليات من وجهة نظري ..

طب خلينا نسأل سؤال مهم .. أحنا ليه بنغفل عن الموت؟ .. انا مش حابب أتكلم من ناحية التعلق بالدنيا و الكلام ده لان فيه ناس تكلم فيه وهم أهل الإختصاص .. خلينا نتكلم من زاوية علم النفس شوية جاكوب أولسن و هو أستاذ في Lowa College بيقول أن من مسببات الإكتئاب و القلق حاجة في علم النفس اسمها Atychiphobia وده بتعبر عن الخوف من الفشل عامة في أي حاجة في الدنيا و بينتج عن اما ضعف الثقة بالنفس أو صعوبة انك تاخد مجازفات بسبب قيود اجتماعية أو غيره خاصة لو بتتعرض لمطالب كثيرة من الجوار زي الأهالي اللى بتطالب ولادها بدرجات ما معينة و كتير ما بنسمع بردود أفعال عكسية تماما و الأولاد بيتعبوا و خلافه .

فيه دراسة عملوها اتنين من جامعة ترينتو في إيطاليا في 2009 عن حاجة أسمها Scarcity Bias أو Scarcity Theory و هي نظرية في الـ social psychology بتتكلم عن علاقة ندرة الأشياء بتعلقنا و تقييمنا ليها .. النظرية بتحتوي على معلومات مهمة و حيوية جدا لأي إنسان وخصوصا دول العالم الثالث ..بس خلينا دلوقتي في فرض من ضمن فروض النظرية ده

If someone has already committed themselves to something, then find out they cannot have it, it makes the person want the item more

يعني احنا بالبلدي كده بننشغل بإحتياجنا المستمر لعمل الشئ اللى بنطوع نفسنا له .. طب الحل أيه ؟

عمنا جاكوب أولسن بيقول

Atychiphobia affects both men and women. Medication and drugs are usually the last line of treatment for this kind of phobia. This is because; drugs merely mask the symptoms and do not tackle the problem from its root. Talk therapy, counseling etc can help the patient open up about his fears in order to come up with effective solutions to cope with the stress experienced on being given a task.

بالبلدي لازم تفكر نفسك دايما بما يزيل القلق او الذعر اللى عندك .. افتكر دايما أن رحلتك في يوم و حتنتهي و أنك حتموت .. الرسول صلى الله عليه و سلم كان بيقول أكثروا من ذكر هادم اللذاتو كان يقصد الموت .. حاول تعلق الحديث ده بالذات في منطقة محيطة بك ..

أكيد بوصلتك حتتعدل .. حتكتشف أنك مش محتاج تخبي أو تنافق أو تخاصم أو تعمل اي تصرف غير أخلاقي .. حتكتشف أنك محتاج بس تكون جاهز كل يوم أنه يبقى الأخير .. لعل الله يأذن لك بالرحيل قريبا ..

الحاضر الثقافي فى مصر

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وبرسولنا الكريم الحبيب المصطفى رضي الله عنه وأرضاه .. من واقع ما تناولناه في العدد السابق عن واقع مصر الآن وكذلك المأمول مستقبلا ، فإننا سنتحول لوضع جميع المشكلات على الساحة تباعا تحت المجهر . وسنحاول كذلك تحليلها تحليلا عميقا وايجاد كافة الحلول المتاحة ودراسة ايها اكثر نفعا متمنين من السادة المسؤلين الآلتفات عن ممارسة الروتين إلى دراسة الحلول المطرحة على منضدة الحوار

تأخذنا جولة هذا العدد لنظرة أعمق لآفاق الحاضر الاجتماعي لمصر . تمتلك مصر تاريخ مدنية راقي كما ذكرنا انفا وهو ماترك ارثا عتيدا و المتمثل فيما يجده المصري المغترب عندما يعلن هويته بأنه من ابناء النيل . واقعيا مصر تحظى باحترام دولي و عالمي كبير لكنه للأسف على تاريخ قد مضى و حضارة قد زالت بايدي صانعيها و ليس على حاضر مشرق او مستقبل منير . وحيث ان عدد المصرين تجاوز السادسة والسابعون مليونا و نصف المليون نسمة حسب ما اوردته احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء قبيل اربع سنوات  لتحتل به مركز متقدم في اعلى نسب الكثافات السكانية و برغم من ذلك فإن من يمثلنا في المحافل الدولية و ميادين العلوم عدد قليل جدا . ربما يكون التمثيل مشرفا لكنه في حد ذاته قليل جدا مقارنة بعددنا و حضارتنا التليدة .

الحقيقة ان هذا الواقع ليس من قبيل الغموض بل هو الصورة الأوضح للبناء الاجتماعي المعتل لنا . فنحن نعاني من عدة مايمكن تسميته بالأمراض الاجتماعية و التي بات من الاسف صعبة الحصر . ولما كان اعداد خطة بعيدة المدى ثاني خطوات العمل لاعادة بناء مجتمعنا ، فإن من اولى تلك الخطوات هي تحديد المشاكل او بؤر الازمة . وهو ماسيتم طرحه تباعا .

المنطق العام .. فالناس على آختلاف طباعها وأنماط حياتها لابد وأن يجمعها منطق وسياسة معاملة واحدة بغية وصول النقاش المعتاد بين الأفراد وبعضها لحل يرضي الجميع . الأساس انه لا ضرر ولا ضرار كما أشار ديننا الحنيف ولكن يا ترى إلا اي مدى يمكن تطبيق هذا الشرط في ظل حالة التخبط السائدة في الشارع المصري او حتى في البيت المصري بين أبناء الرحم الواحد . الواضح انه لا يوجد سياسة موحدة بين الأفراد ، الكل يتعامل كما يتثنى له ولذويه . وهو ما خلق دويليات وطوائف داخل المجتمع الواحد . ولذا يحتدم الصراع اليومي بين الآفراد لللانهاية ويرفع الجميل شعار “احنا نروح القسم” ، فينتقل مفتاح الحكم في تلك المعضلة من الآفراد المتخاصمين إلى ضابط الشرطة . بالطبع سيتحول الضابط الى مواد الدستور لإصدار حكمه. هنا يمكن القول ان الأزمة انفرجت . ولكن يا ترى كم من ضباط الشرطة نحتاج يوميا لحل أزماتنا؟ .. ألا يمكنا حل مشكلاتنا بأنفسنا ؟ ولما المشكلة ؟  فالحلال بيّن والحرام بيّن .

 لقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالفاروق حيث فرق بين الحق والباطل . انتابني كثير من الدهشة عندما سمعت هذا . ايحتاج التفريق بين الحق والباطل لعبقرية فاذة لدرجة يصل عندها المرء لأن يلقب بلقب كهذا ؟! دفعني هذا السؤال الى مراقبة المشاكل والنزاعات بين الناس ، وبعد دراسة تحليلية عميقة لكافة الجوانب امكنني استنباط مبدأ هام وجدت عنده اجابة لسؤالي ؛ لكل منا عقيدته الفكرية الخاصة به والتي هي منهجه في حياته وتشمل نظرته للحياة وكذلك حكمه على الآشخاص وتشخيصه للآحداث …..إلخ . بالرغم من ذلك ، فإن ثمة منطق عام يفرض نفسه في التعامل بين تلك الفيض الهائل من الثقافات المنسابة من تعدد الآعراق والآديان وفئات المجتمع وكذلك الفئات العمرية المختلفة ؛ فمثلا لا يجوز للفرد أن يسب الآخر مهما تكن فلسفته . وبالقياس ، تنتفي صفة الجواز عن كثير من الأفعال المشابهة كالتعدي على ممتلكات الغير وما إلى ذلك من أفعال . وفي الواقع هو ليس مستقل بل هو ربط بين منطقنا جميعا و تنسدل فروضه من الإسلام . ولن يتثنى لنا ذكر الا القليل من فروض هذا المنطق : في حالة حدوث أي مشكلة يكون هناك طرفي النزاع وهما المتضرر وفاعل المشكلة .يكون على المتسبب في احداث مشكلة التكفل بكامل عواقب ما فعل ويبقى للمتضرر اختيياريا التنازل عن بعض او كل حقوقه  . بمعنى انه لا يجوز لأي جهة الزام المتضرر على التنازل عن حقه . وفي المقابل يكون حق المتضرر هو تعويضه عن ما كان سيناله في حالة عدم حدوث المشكلة . ويبقى دائما هناك تقصير في آداء هذا التعويض اذ ان هناك اشياء لا يمكن تعويضها كالوقت مثلا . فلا يمكن جعل عقارب الساعة تدور للوراء . وكذلك السلامة البدنية وماشابه . عند رؤية شخص يقوم بفعل مضر لنفسه ، حينئذ يُخول لك فقط التقدم له بالنصيحة فقط ولا يحق لك الزامه بالعدول عما يفعل طالما انك لست متضررا من ذلك الفعل نهائيا . ولذلك كان انبياء الله ينصحون قومهم بالهدى ، وحينما يصرون على الكفر ، يرحل انبياء الله خشية التضرر من اللعنة التي سيصيبها الله لهم . ولم نلاحظ لأي منهم استخدام العنف .

لا اعتقد انني سأثير دهشتكم بالقول بأن ذلك المنطق العام مفقود بيننا ؛ لأنه لو كان موجودا لساد الوفاق بين الأفراد . لذا فإننا نحتاج لآرثاء ذلك المنطق على عامة الأفراد وهو الأمر الذي يفوق في تعقيده حدود تخيل الكثير منا . لأن فلسفة كل شخص في اتخاذ قراراته تترسخ في افكاره بمرور الزمن والآحداث ومن هنا فان محاولة التفكير في تغير عقول الأفراد هي مجرد محاولة بائسة . وعلى هذا فاننا نحتاج لإيجاد حلقة من حلقات الإنسان العمرية التي يمكننا عندئذ التدخل وترسيخ ذلك المنطق . وقد وجد ان المراحل الآولى في حياة الإنسان هي المراحل الفعالة ؛ حيث ان الطفل يولد من رحم أمه لا يملك فكرا ولا سياسة او حتى فلسفة للتعامل مما يسهل من مهمتنا كثيرا . فيبقى على عاتق الجيل الحالي من الاباء و المدرسة دور هام و فعال في ترسيخ ذلك !!..